نوع المستند : دراسات

المؤلف

باحث سياسي ومدير البرنامج الثقافي بمركز الخليج للأبحاث

المستخلص

تناقش هذه الدراسة تطور مفهوم الهوية في ذهن أبناء شبه الجزيرة العربية الذين عاشوا في بيئة تكاد تكون واحدة من حيث المحددات الفكرية والسياسية وصولا إلى الاقتصادية، كما تبحث في اختلاف محدداتها تاريخيا وصولا إلى الوقت المعاصر، وكيف تغيرت تلك المحددات بحسب السياق السياسي عبر مختلف الحقب التاريخية؟ وهل تغيرت معالمها بوجود الإسلام كدين؟ وما تأثير نشوء الدولة الوطنية الحديثة على مفهوم الهوية؟ إلى غير ذلك من الأفكار التي تم التطرق إليها في ثنايا الدراسة، بهدف الوقوف على طبيعة وشكل الهوية المعاصرة في دول شبه الجزيرة العربية، وشكل وملامح العناصر المحلية والقومية التي تشكلت بها هويات دول شبه الجزيرة العربية في الوقت الراهن، وصولاً إلى دور مجلس التعاون لدول الخليج العربية كمنظومة سياسية في صناعة هوية جامعة مشتركة، تمكنت من الصمود لعقود طويلة في ظل ما عاشته الهويات الفرعية العربية من ضمور وتلاشي، وهو ما أرادت الدراسة أن تسلط الضوء عليه، كما يمثل ذلك قيمة من وجهة نظر الباحث، إذ حظيت البلدان العربية بدراسات مفصلة حول شكل وسمات هوياتها الرئيسية والفرعية، في الوقت الذي لم تسلط الدراسات الضوء على سمات الهوية العربية في شبه الجزيرة ودول مجلس التعاون الخليجي. ولبيان ذلك فقد اعتمد الدارس منهج الاستقراء التاريخي لتطور مفهوم الهوية منذ حقبة ما قبل الإسلام، مرورًا بتغير مفهومها ودلالتها عبر مختلف الحق الإسلامية، وصولا إلى الوقت المعاصر، مع إعمال أدوات تحليل الخطاب بوجه عام. ووصلت إلى ملامح وأسس وعوامل تشكل الهوية الخليجية، والتي امتزج في بوتقتها أفراد لا ينتمون للساحل الخليجي، بمعنى أنهم ليسوا من سكان الساحل الشرقي لشبه الجزيرة العربية كما هو الحال مع سكان وسط المملكة العربية السعودية (نجد)، وسكان غرب المملكة العربية السعودية (الحجاز)، علاوة على سكان شمالها وجنوبها، وكذلك سكان المناطق الغربية من سلطنة عُمان الذين جميعهم قد اندمجوا في مفهوم ودلالة الهوية الخليجية، وباتوا متحدين مع تكوينها الدلالي وبعدها الاستراتيجي.

الكلمات الرئيسية